روائع مختارة | روضة الدعاة | المرأة الداعية | سنبلةٌ في مخيَّم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > المرأة الداعية > سنبلةٌ في مخيَّم


  سنبلةٌ في مخيَّم
     عدد مرات المشاهدة: 4038        عدد مرات الإرسال: 0

تقول صاحبة القصة: غالب إجتماعات أسرتنا كفقاعات الصابون لا فائدة منها.. بل إن الكثير منها فيها من الذنوب والمعاصي ما الله به عليم..

وعندما أخبرني زوجني أن العائلة قررت إقامة مخيم خارج مديتنا نمضي فيه أسبوعين كاملين.. سمع أنَّةً حرى من كبدي.. والتفت إلي متعجباً.. قلت له: لا تعجب.. إننا سوف نمضي أسبوعين ببحر فيهما فوق المعاصي والمنكرات.. ندافع الذنوب مدافعة!

شد من أزري وشحذ همتي.. وقال: هل نتركهم للشيطان يستفزهم بخيله ورجله.. ليس لك البقاء.. والله إنه باب دعوة مفتوح.. إطلبي ما شئت.

هوَّن الأمر علي وإستحثني بذكر طرفٍ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدأت أفكر وأفكر.. لم يستقر لي قرار حتى هاتفت داعية مجربة، ما العمل؟

فأوْصتني بالإخلاص وصدق النية والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.. ثم قالت: سارعي إلى الهدايا التي تحبِّب إليك الصغار وتفرحهم وهذا سينعكس على الكبار.. ولا تنسي هدايا النساء الكبيرات من عباءات مريحة وأحجبة للوجه.. ولا تنسي سجادة للصلاة لكل أم..

ابدئي بدعوة الكبيرات في السن وترقيق قلوبهن.. ثم عرجي على صاحبات القلوب الصافية والفطرة السليمة في الشابات.. وسترين ما يفرحك.. لك فرصة أسبوعين كاملين تدعين فيها إلى الله.. متى تجدين في خيمة واحدة مثل هذا العدد.. لمدة أسبوعين؟

ونحن نسير متجهين إلى المخيم أصابني فرح عجيب من حديثها وأنها فرصة لن تتكرر.. وقررت الدعاء وبذل الأسباب.. وجعلت الأيام الأولى للأطفال من توزيع الهدايا والمسابقات وقص بعض قصص الصحابة والتابعين عليهم..

ثم بدأت في مساء كل ليلة بدرس لحفظ القرآن.. كل ذلك تم أمام أعين الجميع.. فسبحان من يسَّر وجعل حتى الشابات يقتربن ليسمعن قصص الصحابة والتابعين.. وكانت المفاجأة.. أسبوع واحد فإذا بي في وسط جو يملأه الفرح والسرور.. حتى بعض الشابات بدأن بقيام الليل من بداية الأسبوع الثاني..

إنتهى المخيم وأملي كان دون ما تحقيق.. فلله الحمد والمنة.. بدأت العلاقات تقوى وأصبح لنا إجتماع تحفه الرحمة وتتنزل فيه السكينة.. شهور فإذا التأثير ينتقل إلى الآباء والإخوان، فأحمد الله عز وجل على توقيفه.. ولو بقيت في ترددي وتخاذلي وخوفي لما تحقق من ذلك شيء.. إنما هو إخلاص وعمل ودعوة.

كم من داعية وسط أسر تائهة.. وكم من معلِّمة وسط جو لم يتغير منذ سنوات.. ولكن ماذا أعدت الأخت للإجابة غداً؟ أين الأمانة.. وأين الدعوة إلى الله؟

الكاتب: سعيد القحطاني.

المصدر: موقع ياله من دين.